شكرا ايها القدر ..

الثلاثاء، 21 فبراير 2012



شكرا ايها القدر ..
" وكأن فى موته لهم حيـــاة .. شكرا ايها القدر فوالله ان الله لا يخذل ابداً من اليه يلجأ .. "
هكذا قالت عندما طلبوا منها الحديث ..
" كنت صغيرة حينما تزوجنا ، قضينا فترة ليست بالطويلة ، اسعدتنى الدنيا فيها كثيرا ، كان حقاً نعم الزوج والاخ والصديق والحبيب .. كنا سويا نحيا ونسعد لكن الله لم يشأ ان يكتب لنا صغارا لتكتمل بهم سعادتنا ، لم نهتم بهذا الامر كثيرا .. بمعنى آخر لم يكن ليعكر علينا صفو حياتنا ، فقد كنا مؤمنين بان الله دومــا يريد بعباده الخير ..
خرج ذات يوم فى سفر طويل ، فالرزق يطلب من يسعى اليه .. لم يرد ان يصطحبى معه كما اعتدنا ، فلامر فى تلك المرة مختلف مسافة طويـــــــــــلة وسفر مرهق .. ورغم انى دوما اكره لحظات البعد .. رضيت .. فحياة بدونه ليست بحياة .
غاب طويلا وانتظرت عودته .. لكن الانتظاز اللعين لا يفيد شئ امام دموع اشتياق للقاء الغائب ..
لم يعد وطالت غيبته ، الى ان جاء ذلك الصباح .. احسست شئ ما غريب لم اكن اشعر به من قبل ، لم اكن اعلم اهو احساس جميل ام شعور مخيف .. قد كان غريبا حقا .. الى ان طرق احدهم الباب :
" سيدتى .. ان الله قد اراد وعلينا ان نرضى بقضائه..كان يحمل متعلقات زوجى وبعد اوراق منه ، يحمل كذلك جثمان تلك الروح التى كنت احيا بها ولاجلها .
مــات فى حادث ، صدفة واقدار ليس لنا بها اختيار ..ذهبت تلك السعادة التى ظننتها لن تعود ، لحظات لا انساها ابدا
فقد صرت هكذا وحيدة ، لا زوج ولا ابن ولا .. ولا .. ولا .. . فلا طعم لحياة بلا اناس يهتمون لامرك وتعتنى باسعادهم . سنوات مرت ، اعوام قلائل ، ذهبت فيها اعمال ونشاطات دنيوية اشغلت بها نفسى عن التفكير فى مصائبها ووحدتها . ، فى احداها قابلته .. تقرب منى كثيرا واشعرنى بحبه .. طلب منى الزواج ، ترددت فى ذلك كثيراً حفاظا على ذكرى قلبى الذى رحل ، لا ادرى شئ ما دفعنى الى القبول ، ليس بخوف من الوحدة ولا حاجة الى البشر والأنسة ..لكن شئ ما لا اعرفه !!
أخبرنى حينها انه يملك من الابناء ثلاثة .. لم اهتم لذلك فمن حقه ان يتزوج بعد ان رحلت زوجته منذ اعوام ليست بالقليلة ، وتزوجنا ..
ادرت لو ان الله وهبنى صغيرا يؤنسنى ، لكن الاطباء اجمعوا ان الامل الوحيد لى فى ذلك هو معجزة من الله .. فى زمن لا معجزات فيه .
قضينا سويا فترة قليلة ، كان رجلا بمعنى الكلمة غمرنى باحترامه ومحبته حتى شعرت بجانبه بالامان والاطمئنان من غدر الزمان والاعيبه ..
ثــانية هو القدر يلعب بنا ويتحكم فى مصائرنا ، مــات هو كذلك بعد ان أبى المرض الا وان يسلمه ليد الموت بعد فترة معاناة ليست طويلة .
أنــــا .. وحيدة ، لا زوج ولا ابناء ولا وحياة ثانية ، الى ان تذكرتها .. تلك الصغيرة التى كانت تمرح امام عينى دوما واخوتها .. ابنائه الثلاثة صاروا لا ام لهم ولا اب .. هنا فقط ادركت حكمة القدر فى ذلك ، وانه أراد فى موت زوجى الاول لهؤلاء الصغار حيــــــــــــاة .. فمن كان لهم بعد ان صاروا أيتاما ، وكأن الحياة قد اصرت ان تكون لهم ، كأن القدر دبر كل هذا كى اكون لهم ام ثانية بعد رحيل والديهم . ويكونوا لى صغارى الذين يؤنسون وحدتى ، كنت اتمنى من الله طفلا رزقنى ثلاثة
اتمنى لو انى حقاً اكون لهم ام صالحة
شكرا ايها القدر فوالله ان الله لا يخذل من اليه لجأ ..

By : Doc RoSe
اهداء خاص جدا ^_*
 
28/1/2012
 
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق