العقدة والمفتاح
سائراً فى طريقه الى حيث كان ذاهباً ’ لا ادرى الى اين وربما لا يدرى هو ايضاً .. حينها وجدها .. " عقـــدة الحبـــــل " التقطها وهو لا يدرى لماذا ، فلما يحتفظ بها وما قيمتها !! .. لكنه فعل ..
ظل فى امرها حائراً ، حاول مرارا وتكرارا ان يحلها ، لكنه لم يستطع فاحتفظ بها لامر لا يعلمه حتى هو ، ربما ظن فيها مايجلب له الحظ كما فى اساطيرنا القديمة ....
استمر كذلك شهوراً .. بل سنوات ، كل يوم يرى تلك العقدة ويتاملها ويحاول حلها الا انه ايضـاً لا يستطيع .. وفى يوم اخر ، فى الطريق ذاتــه بينما هو سائرا كعادته ، وجد شئ اخر ، وجد شئ براق لامع .. مفتــــاح معدنى ، لم يعلم اهذا شئ حسن ام لا ، فى البداية لم يفكر فى التقاطه ، الى ان لفت انتباه شكل المفتاح الغريب وبعض حروف وعلامات نقشت عليه ... فالتقطه متمنيا ان يجلب له الحظ كتلك العقدة التى سبق ان وجدها فى المكان ذاته ، فاكمل طريقه وعاد الى حيث كان ليضع المفتاح بجـــــــــوار العقدة ايــاها ... تاملها كثيرا ومرارا لكن لم يفهم لهما معنى ، حتى كف عن التفكير فيهما الا ان شئ ما منعه من التخلص منهما فاحتفظ بهما للا سبب ولا معنى ......
فى الوقت ذاته كنت انا قد وجدت عقدة اخرى شبيه ووجدت المفتاح ذاتـــه لكن فى مكان اخر وزمــان اخر .. لم تجمعنا الظروف ليلقى ايا منا الاخر ، ويكتشف مالديه من مفتاح وعقدة .
ظللنا حائرين تائهين ، كل منا فى دربــه ســائرا لا يدرى عن الاخر شئ ولا عن عقدته ومفتاحه ..
وشـــاءت الاقدار ان يجمعنا فى ذلك اليوم سبيلا واحدا ، هدفــاً اجتمعنا عليــه ، لا اتذكر ماذا كان ولا اين السبيل اليه .. الا اننا ولاول مرة التقينـــا ...
لم يكن لقــاءنا كذلك الذى نراه فى افلامنا القديمة ولا فى روايات كتابنا العظام .. كــأن حقاً مختلف .. لا اتذكر كيف كان لكنى اعلم انه كان مختلف .
كثيرا ماالتقينا قبل هذا اللقـــاء فدوما كنت ازوره ومرارا كان يزورنى .. يرانى نائما ولا يعرفنى واراه فى احلامى ولا ادرى من هو .. وشاءت الاقدار بهذا اللقــــاء ولذلك كان غريباً فكأن كل منا يعرف الاخر تماما ومنذ زمن .. ومع ان اللقاء كان تماما مجرد مصادفة ليس اكثر ، الا اننا وفى الوقت ذاتـه قد تعالت اصواتنا قائلة " لمـــــاذا تأخرت !! "
نعم يبدو الامر وكانه خيال او كاننا مازلنا نائمين فى احلامنـــا الا ان هــذا هو حقاً ماحدث ، وبدات علامات الدهشة بالظهور على وجهينا الا انّــا ايضا وفى نفس الوقت رددنا كلمة الاعتــذار عن التاخير ..... تلك هى مفارقات القــــــــــــدر ....
وبعد لحظات انصرفنا وليس منا من يعرف عن الاخــر شيئا لا من هو ولا من اين اتى حتى العقدة تلك والمفتاح لم يعرف ايانا عن سرهما شئ
الا ان الصدفة كانت دوما تجمعنا نلتقى مرارا وتكرارا وتدور بيننا الكلمات نفسها واللحظات ذاتها كانت صدفة خير من الف ميعاد ..
الا انت هذه المرة كانت مختلفة .. فكلانا حمل معه عقدتــه ومفتاحه ، ربمـا يصارح الاخر بامرهما هذه المرة .. لم يكن اللقاء كسابق عهده فى هذه المرة ، قد كنا مختلفين ، فلم نبدا الحديث بعباراتنا المعهودة وانما بداها ايانا بـــ " اريد ان اخبرك بشئ مـــا " ....
كلانا لا يعرف لماذا يخبر الاخر بهذا الشئ فالامر يبدو عــــادى للغاية والحقيقة انه لا شئ بيينا يسمح بان يصارح ايانا الاخر باى شئ فكلانا لا يعرف الاخــر ولا يعرف من هو ولا حتى مااسمه ... لكنه هذا ماحدث ...
حين اطلع كل منا على عقدة الاخر ومفتاحه .. حينها فقط .. سأله عن اسمه ..
مشاعر غريبة – ربمــا تكون صادقة وربما غير ذلك – نبتت فى القلب وظهرت على الاوجه لكننا استجبنا اليهــا وجمعتنا الايــــــــــام طويــــــــلا ..
فتزوجنا وقضينا سويا اعواما واعواماً حتى احترق الشعر شيبا الا ان القلب مازال صبيـــاً
وبعد ما زاد عن ثلاثين عامـــا من زواج سعيد والحمد لله ، فى صبـــــــــاح يوم مـــا فى حياتنا ( غريب كالعادة ) كانت الرياح عاصفة للغـــاية كادت ان تقتلع اسوار بيتنا الصغير وتحرمنا دفئنا فى اايام الشتاء القاسية ... وظلت الريح هائجة كثيرا وطويلا ..
الى ان هــــدأت ... فخرجنا نستطلع مافعلته بحديقتنا الصغيرة ، مــاذا عن ورودنا اللى رويناها سويــاً امازالت بخير اما اصابتها العواصف بمكروه !؟ فوجدنا شئ غريب كما عودتنا الايـــــــــــام ، فى هذه المرة لم يكن مفتاح ولا عقدة وانما كان ظرف صغير حملته الينا الرياح وجدنا به رسالة صغيرة ، ورقة كتب عليــها
" ايـــــــــام سعيدة قضيتماها سوياً بفعل عقدة حبل ومفتاح .. وقد حان وقت ان يكشف لكما سرهما ..
اما عن العقدة .. فهى حب كلاكما للاخر .. فالحب الصادق فى الــقلوب كعقدة الاحبل التى لم ولن يستطيع احد ان يحلها مطلقــا ..
اما المفتاح .. فقد كان لكلاكما مفتاح الحيـــــاة .. المفتاح الذى يفتح به قلب الاخر ويسكن به وحيدا ، يغلقه عليه ثانيا فيبقى وحده داخـــله ...
فليحفظ كل منكما مفتاحه وعقـــــــــــــدته .. وليبقى حبكما كتلك العقدة فى قلوبكما لا تقتلع من مكانها
توقيــــــــــــــــــــــــع : القــــــــــــــــــــــدر "
قراناها والدهشة فى اعيننا فقد كنا قد نسيتا حقا امر تلك العقدة وهذا المفتاح الذان مرا عليها اكثر من ثلاثين عاما .. فابتسم كلانا للاخــر ابتسامة عريضة ^_^ ثم تعــــــــــــــالت الضحكات
اتمنى الله ان يرزقكم جميعا بحب كتلك العقــــدة وبمفتاح يجعل الله لكم فيه ســر الحياة
♥ ♥ ♥ ♥
تقبلوا تحاتى
Doc RoSe
Doc RoSe
Aya Ali
0 التعليقات:
إرسال تعليق