العقــــــــــــــــــــدة والمفتـــاح

الأحد، 29 مايو 2011

العقدة والمفتاح

سائراً فى طريقه الى حيث كان ذاهباً ’ لا ادرى الى اين وربما لا يدرى هو ايضاً .. حينها وجدها .. " عقـــدة الحبـــــل " التقطها وهو لا يدرى لماذا ، فلما يحتفظ بها وما قيمتها !! .. لكنه فعل ..
ظل فى امرها حائراً ، حاول مرارا وتكرارا ان يحلها ، لكنه لم يستطع فاحتفظ بها لامر لا يعلمه حتى هو ، ربما ظن فيها مايجلب له الحظ كما فى اساطيرنا القديمة ....
استمر كذلك شهوراً .. بل سنوات ، كل يوم يرى تلك العقدة ويتاملها ويحاول حلها الا انه ايضـاً لا يستطيع .. وفى يوم اخر ، فى الطريق ذاتــه بينما هو سائرا كعادته ، وجد شئ اخر ، وجد شئ براق لامع .. مفتــــاح معدنى ، لم يعلم اهذا شئ حسن ام لا ، فى البداية لم يفكر فى التقاطه ، الى ان لفت انتباه شكل المفتاح الغريب وبعض حروف وعلامات نقشت عليه ... فالتقطه متمنيا ان يجلب له الحظ كتلك العقدة التى سبق ان وجدها فى المكان ذاته ، فاكمل طريقه وعاد الى حيث كان ليضع المفتاح بجـــــــــوار العقدة ايــاها ... تاملها كثيرا ومرارا لكن لم يفهم لهما معنى ، حتى كف عن التفكير فيهما الا ان شئ ما منعه من التخلص منهما فاحتفظ بهما للا سبب ولا معنى ......

فى الوقت ذاته كنت انا قد وجدت عقدة اخرى شبيه ووجدت المفتاح ذاتـــه لكن فى مكان اخر وزمــان اخر .. لم تجمعنا الظروف ليلقى ايا منا الاخر ، ويكتشف مالديه من مفتاح وعقدة .
ظللنا حائرين تائهين ، كل منا فى دربــه ســائرا لا يدرى عن الاخر شئ ولا عن عقدته ومفتاحه ..

وشـــاءت الاقدار ان يجمعنا فى ذلك اليوم سبيلا واحدا ، هدفــاً اجتمعنا عليــه ، لا اتذكر ماذا  كان ولا اين السبيل اليه .. الا اننا ولاول مرة التقينـــا ...
لم يكن لقــاءنا كذلك الذى نراه فى افلامنا القديمة ولا فى روايات كتابنا العظام .. كــأن حقاً مختلف .. لا اتذكر كيف كان لكنى اعلم انه كان مختلف .
كثيرا ماالتقينا قبل هذا اللقـــاء فدوما كنت ازوره ومرارا كان يزورنى .. يرانى نائما ولا يعرفنى واراه فى احلامى ولا ادرى من هو .. وشاءت الاقدار  بهذا اللقــــاء ولذلك كان غريباً فكأن كل منا يعرف الاخر تماما ومنذ زمن .. ومع ان اللقاء كان تماما مجرد مصادفة ليس اكثر ، الا اننا وفى الوقت ذاتـه قد تعالت اصواتنا قائلة " لمـــــاذا تأخرت !! "
نعم يبدو الامر وكانه خيال او كاننا مازلنا نائمين فى احلامنـــا الا ان هــذا هو حقاً ماحدث ، وبدات علامات الدهشة بالظهور على وجهينا الا انّــا ايضا وفى نفس الوقت رددنا كلمة الاعتــذار عن التاخير ..... تلك هى مفارقات القــــــــــــدر ....
وبعد لحظات انصرفنا وليس منا من يعرف عن الاخــر شيئا لا من هو ولا من اين اتى حتى العقدة تلك والمفتاح لم يعرف ايانا عن سرهما شئ
الا ان الصدفة كانت دوما تجمعنا  نلتقى مرارا وتكرارا وتدور بيننا الكلمات نفسها واللحظات ذاتها كانت صدفة خير من الف ميعاد ..
الا انت هذه المرة كانت مختلفة .. فكلانا حمل معه عقدتــه ومفتاحه ، ربمـا يصارح الاخر بامرهما هذه المرة .. لم يكن اللقاء كسابق عهده فى هذه المرة ، قد كنا مختلفين ، فلم نبدا الحديث بعباراتنا المعهودة وانما بداها ايانا بـــ " اريد ان اخبرك بشئ مـــا " ....
كلانا لا يعرف لماذا يخبر الاخر بهذا الشئ فالامر يبدو عــــادى للغاية والحقيقة انه لا شئ بيينا يسمح بان يصارح ايانا الاخر باى شئ فكلانا لا يعرف الاخــر ولا يعرف من هو ولا حتى مااسمه ... لكنه هذا ماحدث ...
حين اطلع كل منا على عقدة الاخر ومفتاحه .. حينها فقط .. سأله عن اسمه ..
مشاعر غريبة – ربمــا تكون صادقة وربما غير ذلك – نبتت فى القلب وظهرت على الاوجه  لكننا استجبنا اليهــا وجمعتنا الايــــــــــام طويــــــــلا ..
فتزوجنا وقضينا سويا اعواما واعواماً حتى احترق الشعر شيبا الا ان القلب مازال صبيـــاً
وبعد ما زاد عن ثلاثين عامـــا من زواج سعيد والحمد لله ، فى صبـــــــــاح يوم مـــا فى حياتنا       ( غريب كالعادة ) كانت الرياح عاصفة للغـــاية كادت ان تقتلع اسوار بيتنا الصغير وتحرمنا دفئنا فى اايام الشتاء القاسية ... وظلت الريح هائجة كثيرا وطويلا ..
الى ان هــــدأت ... فخرجنا نستطلع مافعلته بحديقتنا الصغيرة ، مــاذا عن ورودنا اللى رويناها سويــاً امازالت بخير اما اصابتها العواصف بمكروه !؟ فوجدنا شئ غريب كما عودتنا الايـــــــــــام ، فى هذه المرة لم يكن مفتاح ولا عقدة وانما كان ظرف صغير حملته الينا الرياح وجدنا به رسالة صغيرة ، ورقة كتب عليــها

" ايـــــــــام سعيدة قضيتماها سوياً بفعل عقدة حبل ومفتاح .. وقد حان وقت ان يكشف لكما سرهما ..
اما عن العقدة .. فهى حب كلاكما للاخر .. فالحب الصادق فى الــقلوب كعقدة الاحبل التى لم ولن يستطيع احد ان يحلها مطلقــا ..
اما المفتاح .. فقد كان لكلاكما مفتاح الحيـــــاة .. المفتاح الذى يفتح به قلب الاخر ويسكن به وحيدا ، يغلقه عليه ثانيا فيبقى وحده داخـــله ...
فليحفظ كل منكما مفتاحه وعقـــــــــــــدته .. وليبقى حبكما كتلك العقدة فى قلوبكما لا تقتلع من مكانها
 توقيــــــــــــــــــــــــع : القــــــــــــــــــــــدر "
قراناها والدهشة فى اعيننا فقد كنا قد نسيتا حقا امر تلك العقدة وهذا المفتاح الذان مرا عليها اكثر من ثلاثين عاما .. فابتسم كلانا للاخــر ابتسامة عريضة ^_^ ثم تعــــــــــــــالت الضحكات



اتمنى الله ان يرزقكم جميعا بحب كتلك العقــــدة وبمفتاح يجعل الله لكم فيه ســر الحياة
                       


 
تقبلوا تحاتى
Doc RoSe 





       Aya Ali

18 مــــــــــايو 2011 اشهد يا تاريخ صور يا زمــــان

الأربعاء، 18 مايو 2011

لم يكن ذلك اليوم بالعادى على الاطلاق ، قد كان يوما مختلف تماما ، يوماً تاثرت به البشرية جمعاء  تلك الممثلة فى شخصى البائس – نعم فلما لا وانا محور الكون !! متواضعة اوووى – او ربما لانه نسخة ماساوية من اقرانى التعساء

يومها استيقظت مبكرا  على غير عادتى طبعا لكن لم يكن من ذلك بد ، قرتت ان اقتحم ميدان المعركة ، كان القرار صعب للغاية لكنى عقدت العزم على ذلك فنهضت من مرقدى وهممت بالرحيل الا انى تذكرت انى نسيت شيئا هاما فقد نسيت اسلحتى فعدت مسرعة الى حيث كنت لامتطى ذلك الثوب الابيض – بتاع الملايكة – الذى يسمى بالبالطو ( مااعرفش لزمته ايه )

فاسرعت الى الباب ثانية وتذكرت انى نسيت ثانية كان هذا ذلك الجورب المطاطى الذى يطلقن عليه – البنات يعنى – جونتى بالون علما بان حرف النون سيلنت -)
وجدت الوقت قد سرقنى كثيرا فاسرعت الذى ذلك الباب الذى اخشى ماخلفه لكن تلك المرة لم اتذكر انى نسيت شئ الا انى بعدما عبرته بسلام اللى الناحية الاخرى تذكرت انى نسيت ورقة بيضاء لاقيمة لها الا فى ذلك اللون الازرق الذى يدنوها    وطبعا الاهم من ذلك هو اسمى – الذى يعلوها- ( تواضع تانى )  

وها هنا خرجت من ذلك الباب – المنحوس – وظننت انى يومى لن يكون كبدايته المذبذبة ، وبالفعل لم يكن كذلك بل كان اسوء واضل سبيلا اذ ان اول ماوقعت عليه عيناى فى ذلك الصباح – الباين من اوله – هو كلب سود وفجـــــــــــــــــــــــــاة ظهر فى وجهى مالم اكن اتوقعه على الاطلاق انه كلب بنى يتبعه اخر ابيض فاخذت ارتل بعض ايات القران الكريم بعدما وجدت ان هرمون الادرينالين قد اصطدم بغطاء جمجمتى البائسة التى احملها فوق عنقى حلق عاليا فى سماء راسى المزدحمة بالمعلومات التى تشبه تلك اكتب القديمة المبعثرة فى مكتبتى لا اعرف كيف العثور من بينها على ماارجوه

الحمد لله  عبرت الشارع بامان بعد ان تبعنى الثلاثى المرح مسافة ليست بالقصيرة وبعد ان كنت اشعر بركبتى تصتدمان منهم خوفا بدات اشعر بنوع اخر من الالم .........
من المتوقع ان تكون وسائل الاتصال فى تلك الساعة المبكرة منعدمة او لا تخلو الا من عربيات بتوع اللبن الا انه على عكس المتوقع كان الامر ميسر الى حد ما

واخيــــــــــــــــــــــــــــــــرا وصلت الى ساحة المعركة فى تمام السادسة والربع وكان برفقتى زميلتى التى خاضت بجانبى معركة العدوان الثلاثى
انــا : ياااه اكيد مش هنلاقى حد هناك دلوقتى احنا اكيد اول ناس نوصل
س : لا مااعتقدش خالص
انــا : تفائلى يا بنتى احنا بدرى اهه يعنى هيجوا قبل ستة وربع ؟
س: قولى يارب
انــا: يــــــــــــــــــــــــــــارب


فتقدمت خطوات قليلة حين وقعت عيناى على مشهد كان له عليا وقع الصاعقة .. وجدت الكتائب مجتمعة تستعد للمعركة كانت حرب ساخنة جدا رهيبة للغاية لم اجد على لسانى سوى كمات معدودات " ايـــــــــــــــــه ده انتوا جيتوا هنا ازاى ؟؟ "
وظللنا فى عراك شديد قرابة الساعة الكاملة مابين مطاحنات ومدافعات وبعض الغباوات والسذاجات .... اخيـــــــــرا استطعت ان اصل الى الدرجة الاول من السلم ( كنت بحسبه سلم المجد ماحصلش السلم الموسيقى ) تشبثت به كثيرا الى ان استطعت – بطلوع الروح – الوصول الى داخل ذلك المبنى الذى تنبعث منه رزائح الفورمالين – العطـــــــــــــــرة – تلك الرائحة التى ادمناها لكثرة اعتيادنا عليها ( ايـــــــــــــــــــــــام ) .
صحيح انى فى بداية الامر لم اكن اهب الموقف الى حد كبير ، لكن عندما رايت الجماجم المتناثرة فى جنبات المكان ، انتابنى قليل من القلق ، بدات المعلومات المختنقة فى راسى " تهــــــــــــوهو " وسمعت صوتها يتعالى اذ وجدتها تقوم باصوات غريبة مرعبة اشبه بطقوس استحضار الارواح والاشباح " زن زو زو زن فووووووووو بوم بوم ............. مش كلاب بس دى طلعت حقل الغام "  فاهداتها .. بل اخرستها ..

وفجاة اذ بصوت اعتدت عليه كثــــــــــــــــيرا انه صوت ال " BIG BOSS"
فوق يا دكتــــــــــــــورة ولسانى حالى يقول : الحمد لله انى فوق مش بحب ادخل تحت الحمد لله وصعدت السلم التانى فى المعركة الهادى الى حد كبيييير الا ان اول ماوقعت عليه عيناى هو " شخابيط شخابيط " فى الورق المحيط .
بدا القلق من جديد ولسان حالى يقول : يارب انا السنة اللى فاتت كنت فى
C
وكانت بزرميت يارب مش عايزة ادخلها تانى يارب
وذلك لانى لم اكن اعلم مـــاذا بعد ونادت الدكتورة : انتى الناحية دى يا دكتورة B


دخلت المعركة من اوسع ابوابها اجتزت بأمان الى حد ما مرحلة الجماجم وتلك العظيمات التى اشتكى منها الزمان رغم ماانتابنى من " حـــــــــول " فى قراءة الاسئلة ، و "هطــــــــــــــل " عند الاجابة .
حينها وجدت نفسى فى ساحة من اشلاء قتلى لاذنب لهم الا اننى اتيتهم ، ربما اراد الله ان يخلص منى ذنب اناس آذيتهم ، او ربما ذنب نفسى  التى ظلمتها فى يوم ما حين اجبرتها على دخول معركة اكبر مكاسبنا فيها هى الخروج باقل الخسائر . ..
احسست وكان اشلاء الموتى تلك تتحدانى وكان اعينها  - او بقايا الاعين – تنادينى قائلة :
" ياانا ياانتِ ياانا ياانتِ فى السنة دى .. مش هتعدى غير على جثتى !!!!
وكانها قد نسيت اصلا انها قد فارقت الحياة وكــان رؤيتى قد اعادتها اليها فدبت بها الروح من جديد ( طبعا ليها الشرف انى امتحن عليها واصلا انا مؤثرة اوووى بنور حياة على الى حوالية لدرجة ان الجثث صحيت ... تواضع كلاكيت تالت مرة ههههههه " .
حقا لم ارى كتلك الاشلاء من قبل لم تلك مطلقا كما يسمونها عينــــــــــات بل كانت اقرب ما يكون الى ان اطلق عليها "عيـــــــــــــانـــــــــات " فقدم ليست بقدم ولسان ليس بلسان وانف فى طرفى الراس بل وفى الخلف وعضلات الساقين انتابت الوجه ... صلصلة
وكان المعلومات تلك التى كانت بتـ " هــــــــو هو " واخرستها هجرتنى الى حيث لا رجعة
من حين لاخر كان ينتابنى صوت – جــزاه الله بما يستحق – يردد تلك الكلمة اللعينة التى طالما افسدت عليا معارك التحدى التى دارت بينى وبين اشلاء القتلى هذى او تلك انـــــــــها
SHIFT
التى طالما تبعها صوت  حاد وطويل " اتحركى يا دكتورة "

وانتهى بى المشوار الى حيث بدا .. الى ساحة جديدة من ساحات القتال ، " اوضـــة الفيــــران " لكنى انسحبت منها بعد ان خارت قوايا فى اكثر من 30 جولة شرسة   
اخيــــــــــــرا لن اوجه كلمتى الى البج بوس " فوق يا دكتورة "
ولا الى
shift
جزاه الله بما يستحق
" ولا الى اتحركى يا دكتورة "
اكن اليهم مجتمعين جملة واحدة


وبكره نقول كانت ذكرى وعشنالنـــــــــــا يومين ( او سنتين )

واخيرا اوجه كلماتى الى اشلائى احبائى اقول : " انت كنتِ راجل بقى اصحى وكلمينى وبلاش شغل بصات من فوق لتحت والاهـــــــــــــــم :
لو انكِ قد انتصرتى فى جولتنا الاولى فان المعركة لم تحسم بعد وبيننا مايسمى الفينال
انتظرينى انى قادمة انى قادمة
Iam Coming Soo0o0o0o0o0o0o0o0o0oN