ليلة بكى فيها القمر

الاثنين، 19 سبتمبر 2011


" ليلة بكى فيها القمر "
لم تكن بالليلة العادية على الاطلاق .. كان القمر متألقا ببريقه .. وان كان يبدو مختلفا على غير عادته .. لم اكن حينها لافسر هذا .. فكيف لمثلى ان يكون ملما بتلك الخبايا الفلكية .. ومشينا سويا تحت ضوء القمر المتألق  لا ادرى متى ولا اين ولا كيف وصلنا الى هناك – سيرا على الاقدام – تعجبت من ذلك الهدوء المرعب .. لكن كونه معى اعطانى بعض الطمأنينة ... اخذنا نتجاذب اطراف الحديث وكلانا يشعر بالرعب لكنه يخفى مايشعر به عن الاخر فى محاولة لكسر الصمت المخيف واحالته الى هدوء جميل .. لكن هل ستدوم المقاومة كثيرا ؟! هذا مااتمناه ...

دخلنا الى هناك بلا ارادة .. لم نسال عقولنا للحظة لماذا دخلنا !! لكنه القدر يسوقنا الى ماكتب لنا .. غرفة عجيبة اختلطت فيها كل الملامح .. اختلط فيها الهدوء والصمت بالضوضاء والرعب .. اصوات لا ندرى من اين !! اضواء خفية لا مصدر لها .. واذا به سرادق مظلم يتلألأ فيه ضوت خافت كبقعة حبر فى ثوب ابيض ..

وكالعادة فى تلك الليلة الغريبة اجتزناه ونحن لا ندرى الى اين نحن ذاهبان !! كان مظلما الى حد كبير لكن تشابك ايدينا يعطى بعضا من امان افتقدناه فى تلك الليلة .. طريق غريب حقا وطويل كذلك .. الى اين وصلنا !! .. هنــــــــــــــا ك..  حيث يوجد ..نعم كان بانتظارنا وكانه اراد ان يخبرنا بشئ ما .. اراد ان يعلمنا درسا ابديا .. رأيناه .. اقسم اننا رايناه يبكى .. وليست دموعه بالدموع .. بل هى لآلاء عقد انفرط بين يدينا .. حاولنا ان نهدأ من  ر وعه ..نطمئنه رغم هيبتنا للموقف .. الا ان محاولاتنا كانت دائما تصطدم بالفشل الذريع فيعيدها الى ارض الواقع .. الى حجمها الطبيعى .. فمن نحن !! وما بيدينا كى نفعل ذلك !؟

فجاة .. فى مفاجاة لم يتوقعها ايانا .. وجدناه قد هدأ ليخبرنا بسر ما .. ذلك السر الذى قادنا لاجله الى هنا حيث يعيش ... حيث يسكن القمر وحيدا .. حيث يبكى كل ليلة ولا احد يشعر به ! حيث انهارا من دموع القمر .. دموع اغلى من كثير من البشر .. كاد ان ينفجر .. فقد كثرت عليه همومه وزادته جراحه انيــــــــــــــن .... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه  ... اخذ يبكى بحرقة .. اخبرنا بسره .. بما اعتبره كنـــــز .. انه سر الحيــــاة ..
عن لسان القمر " انها الحياة .. وهذا هو القدر .. اتفقا علي سويا حتى كادا يدمرانى .. انا اختنــــــــــــــــــــق .. دموع .. كبرياء .. نحيب .. شقاء ... ، .... ، .....، .......، ....... . متناقضات كثيرة تدور فى دروب عقلى وتضرب شواطئ قلبى فتمحو ما رسمت من آمال لغد بعيـــــــــد ... "

تعجبنا .. فكيف لمثلنا ايضا ان يغهم مثل هذا الكلام .. نحن صغيران فى دنيــا اكبر منا بكثير .. كل مافعلنا هو ان نطقنا سويا " كيف لقمر مثلك ان يشعر بحزن كهذا !! كيف وانت للجمال رمزا وللعشاق وطناً؟!  .. كيف وانت دوما لقلبينا رسولا وللساهرين محتضنا !؟ .. كيف وانت من نحلم به جميــــعا فى ليالينا الحالكة .. كيف ... وكيف ... وكيف .. و... ,... و .... .

فاجابنا .. انه الحيــــــــــــاة .. وانتم ايضا  تحكمون علي كما ترى عيونكم لا قلوبكم .. ببصركم لا بصيرتكم .. عيون لا ترى سوى اضواء مرسلة فى ليال مقمرة .. الا تعلمون ان تلك الانوار ماهى الا انهار من دموع اذرفها كل ليلة !!! الا تعلمون انكم اثقلتم علي بشكوى ليلكم حتى فاض بى الكيــل !! الا تعلمون ان الاعمى ليس من فقد بصره بل من فقد بصيرته !! ليس من لا يرى بعينه بل من لا يرى بقلبه ! ثم صرخ صرخة عالية مازالت تترد فى اذنينا حتى الآن .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .... نعم انها الحياة .. وهذا هو القدر ... ثم نهض مسرعا وكأنه قد تذكر شيئأ ما .. نسى اوجاعه فجأة وجفف دموعه .. ثم هم بالانصراف .. فبدأ انا فى الصراخ !! .. الى اين ايها القمر !! الى اين ايها الجريح !! الى اين يا من اراك كأنــا ؟!؟!
" الى قدرى انا ذاهب .. الى مكانى فى السماء حيث السمر .. حيث يشكو من يشكو ويلهو من يلهو .. وتلك دموعى امانة  استودعك ِ اياها .. "
ثم القى بها اليّ .. صعقت لم ادرى كيف اتصرف .. فقد لم يكن امامى حلا سوى البكاء انا ايضا .. مشكلة اخرى .. لم نكن لنعرف كيف ان نعود من حيث اتينا  .. اين الطريق ! فكلانا لا يعرف .. لم يكن امامى سوى ان امسك بيده جيدا لألا يضيع هو الاخر .. لم يكن لى بد سوى ان استيقظ من هذا الحلم المرعب .. بل كابوس مخيف احال حياتى الى جحيم .. وكان القمر حقا قد استودعنى دموعه .. اذرفها على رحيله كل ليلة  .. ابكى بحرقته بقلبى قبل عينى .. من يومها ارتسم الحزن على وجهى وصار على قلبى وشما .. آآآآآآآآآه يا قمر !! اخبرتنى باهاتك واهديتنى دموعك .. لكن لم تخبرنى لمَ انا !؟ لمَ قلبى قد اخترته مودعاً لآهاتك ودموعك !! .. الانك ترانى مثلك !! لاننا اقتسمناه سويا ليلة ولدت انا !! الانه القــدر !!! ... لا اريد ان اعرف .. فهى الحيـــاة .. وهذا هو القدر .. اتفقا سويا علي حتى كادا يدمرانى .. انا اختنــــق .. دموع .. كبريــاء .. نحيب .. شقاء .. و ... و .... و.... و....


Doc RoSe
19/9/2011




    

0 التعليقات:

إرسال تعليق