ذات الردا الوردى

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011


ذات الرداء الوردى

" هذا الثوب يجعلكِ افضل " .. الثوب نفسه الذى اخذت ترتديه منذ ان سمعت تلك الجملة .. فلا عجب فى ذلك ان كان هو صاحبها .. تذكر حين كانت طفلة  وكان دوماَ يثنى على ثوبها الوردى الذى يجعلها تبدو كفتاة كاملة .. يجعلها تبدو كزهرة جميلة يتنافس الجميع لينال من عطره الخلاب القليل ..  يتنافسون للوصول اليها .. الا ان القلوب احيانا تفرض علينا قيوداَ – مااجملها من قيود  ^_^ .
تكبــر ويكبر فى قلبها قيده .. يزداد تعلقا به وحبــا ..وتزداد هي تمسكا بثوبها الوردى .. تصنع منه المزيد كلما مر بها العمر كي تبدو كأول مرة اخبرها بذلك ..
مشـــاعر جميلة اختلطت فى داخلها الا نها جميعا تصب فى ان فراقهما اصبح محــال ..
لم يشئ القدر ان يعكر صفو أيامها .. لم يكن ليبدو عليه نوايا الغدر مطلقا .. وهكذا استمرت الحيــاة مابين لقاء وثناء وثوب وردى جديد وحيــاة وقيد يكبر وحب يتعمق ويثبت جزورة فى قلب مازال صغيراَ ... كانت تكبر لكن قلبها احتفظ بعمره .. قلب طفلة .. قلب لا يحمل بين ثناياه سوى كل ماهو طيب جميل ، حب برئ وأمل فى غد اجمل .
اما عن هذا اليوم فكان لقاءهما مختلفا .. لم يكن يجمل مجرد ثناء على ثوب جديد او على صاحبته ، لكن حديثهما قد امتد هذه المرة الى ما كانا يصبوا اليه منذ حين .. فقد اعطاهما القدر ايذاناً ببدأ حياة جديدة ، يقضياها معا فى عالم لا يسكنه سواهما .. فقد حان وقت اللقاء .. اتفقا على اتمام زواجهما السعيد الذى طال انتظارهما له ..
وجاء ذلك اليوم آملين ان يحمل لهما خيرا .. ذلك اليوم الذى اضطرت فيه ان تتنازل عن ثوبها الوردى لترتدى ذلك الثوب الابيض لذى طالما حلمت به كل فتاة ، هكذا اضطرتها الايــام ان يكون بينهما لقاء بغير ثوبها الوردى ..
استعت لذلك الحفل الذى جمع كل من يحمل فى قلبه لهما خيرا ، يتبادلون المباركات والامنيات بزواج سعيد ، وظلت – وهم جميعا – تنتظر .. تطوق شوقا لتلك اللحظة التى يحضر هو فيها فتعرف ماذا عن ثوبها الأبيض الجديد ! ماذا عنها اتبدو فيه جميلة كما يخبرها دوما ؟! ام انها اليوم مختلفة وسيفاجئها بانها اصبحت اكثر جمالا ^_^ .
تنتظر فى شوق غريب لم تعهده من قبل .. الا انها طمئنت قلبها ان هذا امر طبيعى فى يوم كهذا .
تنتظر وتنتظر وتنتظر .. لكن انتظارها قد طال ، وبدأ شوقها يستحيل الى قلق بدى عليها وعلى الحضور كذلك .
 تأخر وتأخر وهى تنتظر وتصمت وتنتظر ..
أنه الهاتف .. دقاته أزعجت صمتها الذى خيم على المكان للحظات طويلة .. لكنه وجد فى شوقها دافعا للرد والاستجابة لتلك الدقات المزعجة ، بل الغريبة فى وقت كهذا ..
التقطتت سماعة الهاتف لتبدأ فى محادثة غريبة لم يفهمها احد ، شخص ما يخبرها بان القدر لم يشأ لم يتم عليها ما قد بدأ ، يخبرها انه الان لم يعد فى عالمها – قد رحل – قد صعدت الى السماء بعد حادث سيارة مروع نقل فى أثره للمستشفى ، اخبرها انه ترك لها رسالته الاخيرة ، طلب ان يخبروها بانه على يقين من انها كانت ستبدو اجمل فى الثوب الابيض ، الا ان عيناه مازالت تعشق ذاك الثوب الوردى .. انه ينتظرها هنــــــــــــــاك .. ينتظرها بثوبها الوردى هناك وسيظل ينتظر مهما طال انتظاره ...
صدمت المسكينة .. الا ان دموعها ابت ان تريحها فى وقت كهذا .. العين لم تزرف دمعة واحدة ، والقلب مازال صامدا .. والحضور فى عجب !
اسرعت الى غرفته لتستبدل بثوبها الابيض الجديد ذلك الثوب الوردى الذى يحمل بين خيوطه كلمات وزكريـــات ومشاعر قديمة حديثة ..
-                       الى اين ؟
-                       الى هنـــــــاك
-                       هناك !!
-                       لا .. ليس الى العالم الاخر حيث يوجد هو  ، اتدرين لمــاذا ؟
-                       !!
-                       لانه فى الجنة ، واريد ان يجمعنا الله هناك  ، الى المستشفى احمّله رسالة الوداع
واسرعت الى الخارج . كانت تلك هى كلماتها الاخيرة لى ، لم ارها منذ تلك الليلة ، فالسيارة نفسها قد نقلتها الى هنـــــااك – الى العالم الاخر – ليكون لقائهما فى هذه المرة مختلفا ، فى عالم اخر لا يسكنه سواهما  .. لكن حيث هي مازالت بثوبها الوردى الذى تأبى عيناه ان ترى سواه
J

By :
Doc Rose
6/12/2011