لا ادرى لمـــاذا هو بالذات !! اخترت شاطئ الاحزان من بين مئات بل والوف الشطئان التى تجتذب الاخريــن .. كنت آمل انا اتخلص من آلآم ثقلت علىّ .. ذهبت اليه لاغتسل بمـاء الهادئ النقى .. ماء لا حزن فيه ولا كره ولا غدر ولا .. ولا .. ولا ... .
ذهبت .. لا ادرى متى ولا كيف .. ولا اعلم اين هو !
جلست طويـــــــــــــــــــــــــــــــلاً أتـأمل تلك الامواج المتلاحقة التى تضرب احداها الاخرى .. تأتى لتقتل من سبقتها لتثبت فى صراع دامى انها الاقــــوى .. ما ابشع ذلك !! قد اخذت تلك الموجات الدامية العنيفة تدمر جمال ذلك الشاطئ الحزين الهادئ .. جلست انا وحدية لا اشعر بما حولى وكأنى امتلكت هذا الشاطئ لى وحدى .. اخذت انقب فى داخلى عن احزان دفينة لا حصر لها .. ولا اعلم اين تسكن بداخلى ولا تلك الفتحة التى تسربت منها الى أحشائى .. اخذت التقطها واحدة تلو الاخرى .. أحاول ان اقذفها بعيــــــــــــــــدا بعيــــــــــــدا الى حيث تموت ..
فما ابشع تلك الامـــواج !! كلما احاول التخلص من احد آلآمى ، اجدها تحملها الي ثانية لكن اقوى وابشع مما كانت عليه .. تعود اكثر شراسة لتنتقم ...
وما ابشع من احساسى وانا ارسم احلامى على رمال هذا الشاطئ لتأتى تلك الموجات اللعينة وتسرقها .. تتسرب من بين يدى كحبات الرمل ، فتصبح بين اصابعى كمن قبض على ذرات من هـــــــــــواء ... تنهار احلامى بين يدى .. ولا املك سوى ان اتأمل .. وابكى .. !؟
بل هنــاك ماهو ابشع واشد قسوة .. حين ترسم احلامك بيدك على هذا الشاطئ وان تعلم تمـــام ان تلك الموجات قـــادمة لا محالة لتسرقها فتضيع منك احلامك وتضيع ...
وما اصعب ان تحمل قلبك بين يديك كحفنة من رمــال ملئتها الاحـــــــزان ... ولا تنجو ايضا من غدر تلك الموجات ..
لعينة حــقاً هذه الامواج .. تسرق منك قلبك الذى تود الاحتفاظ به بينما تعيد اليك احزان انت تعرضها للبيع وترغب فى التخلص منها !!
حين جلسنا على هذا الشاطئ لم يكن احدا ليشعر بالآخر فى هذا المكان .. لم يكن ليعلم انه فقط سيفشل فى ان يتخلص من الآمه .. بل ايضا سيخرج منه محملا بهموم غيره من الاف سبقوه الى هذا المكان واهمين انهم سيتخلصون منها ..
ايــــها البحر .. نعم احبـــــــــــــك كثيـــــــــــــــرا .. فانت من يغسل احزانى .. ينقى قلبى من ذرات كره او حقد قد تشوبه .. فانت من يلملم جراحى .. من يجمع اشلاء قلبى ليبقيه .. لكــن اعذرنى .. لا يمكنننى الصمود كثيرا امام امواجك اللعينة تلك .. فكلما حاولت انت ان تغسل احزانى اعادتها هى الي اقوى مما كانت .. كلما تحاول ان تطيب جرحا داميـــا موجعا ، زادته هى .. اعادته الى ما كان بل واسوء ...
ايهـــــا البحر ... هل ستتخلص يوما من امواجك تلك !! أ لك حيــــــاة بدونها !! هل تمحوها من صفحات مائك فتبقى هادئ كما احببتك !!!
اعدك .. انهــا اللحظة نفسها التى اتخلص فيها من احزانى .. اللحظة نفسها التى تطيب فيها جراحى .. اللحظة نفسها التى اتخلص من ذكريات آليـــــــمة ... اللحظة نفسها التى اعود فيها الى الحياة من جديد .. ترى هل ستأتى تلك اللحظة !! هل ستموت انت لتبقينى انــا ؟!!؟ ام يدوم حالــنا هكــذا !! ..
انت ... تضربك موجــاتك ... تلك التى تتلذذ بتحطيم القلوب .. تنمو بك وتزداد يوم بعد يوم ..
انــا .. ابقى هكذا .. لى امواج ايضا .. لكن امواج من احزان .. لا تتلذذ سوى بتحطيم قلبى وحــدى .. تعرف سبيلها الى النمو بداخلى كالعناكب تفرد خيوطها فتخيم عليّ لابقى بسجنها اسيــرة .. فيصبح قلبى هو الاخر .... شــــــــــــــــــــاطئ للاحــــــــــــــــــــــــزان
Rose